* سياسيون اسرائيليون: الحرب كانت مجدية لاسرائيل لردع حسن نصر الله
* اسرائيل تخسر ورقة المساومة وتدرج اسم سمير القنطار في صفقة تبادل الاسرى
* الجيش عمل على اعادة الثقة بالنفس وسد الفجوات المهنية وانتقاء الضباط المناسبين لكل مهمة ومنصب
* محافل سياسية اسرائيلية عديدة، اعتبرت حرب لبنان الثانية، فشلا ذريعا على المستوى السياسي والعسكري
* لجنة فينوغراد تبرئ اولمرت الذي تمسك بمنصبه واستقالة عمير بيرتس ودان حالوتس بعد هيجان الرأي العام الاسرائيلي
* هل كان من المفضل ان تخوض اسرائيل حربا على حزب الله ولبنان لاستعادة الجنديين المخطوفين وهما اللذان سيعودان بعد صفقة تبادل الاسرى وبعد مرور سنتين؟
--------------------------------------------------------------------------------
تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية لحرب لبنان الاخيرة والتي اندلعت يوم 12 تموز من العام 2006، بعد ان اختطف مقاتلو حزب الله جنديين اسرائيليين هما لداد ريغيف وايهود غولدفاسير، في عملية مدروسة نفذت على الحدود الاسرائيلية اللبنانية، وبعد مقتل ثمانية جنود اسرائيليين.
واستمرت الحرب 34 يوما سقط خلالها اكثر من 1200 مدني لبناني نتيجة للغارات الاسرائيلية المكثفة والعنيفة على الضاحية الجنوبية ومناطق عديدة في بيروت، بينما قتل 158 شخصا في الجانب الاسرائيلي من جنود ومدنيين وفلسطينيي الداخل.
واعتبرت محافل سياسية اسرائيلية عديدة، حرب لبنان الثانية، فشلا ذريعا على المستوى السياسي والعسكري، بدءا بالقرار المتسرع بشن الحرب وانتهاء بالحقيقة المريرة التي كشفت ان الجيش الاسرائيلي ليس مهيئا لخوض الحروب امام حزب الله.
ومن جهة اخرى اعتبر سياسيون اسرائيليون ان الحرب كانت مجدية لاسرائيل ومنهم من وصفها بانها كانت حاجة ضرورية لردع حسن نصر الله الامين العام لحزب الله.
وتحدثت صحف اسرائيلية نهاية الاسبوع بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لحرب لبنان، عن ان المشكلة الاساسية التي واجهت الجيش الاسرائيلي في هذه الحرب تمثلت بعدم تدربه في السنوات التي سبقت الحرب.
وقامت الدنيا ولم تقعد في اسرائيل بعد ان وضعت الحرب اوزارها وانكشف عمق اخفاق الجيش الاسرائيلي الذي اجرى ما يقارب خمسين تحقيقا داخليا كانت نتائجه متوقعه اولها استقالة دان حالوتس رئيس هيئة اركان الجيش قبل صدور نتائج تقرير فينوغراد الاولية.
ويعتبر محللون سياسيون اسرائيليون ما حدث في الجيش الاسرائيلي بعد حرب لبنان الثانية بمثابة اصلاحات واسعة بداخله لترميمه مجددا، علما بان غابي اشكنازي رئيس هيئة الاركان في الجيش الاسرائيلي وضع خطة لترميم الجيش تتركز على ثلاثة مجالات وهي اعادة الثقة بالنفس وسد الفجوات المهنية وانتقاء الضباط المناسبين لكل مهمة ومنصب.
ويبقى الجدل في اسرائيل قائما... هل كان من المفضل ان تخوض اسرائيل حربا على حزب الله لاستعادة الجنديين المخطوفين وهما اللذان سيعودان بعد صفقة تبادل الاسرى وبعد مرور سنتين على الحرب؟.
وبالمقابل يثار جدل آخر حول الثمن الذي دفعته اسرائيل لاستعادة الجنديين المخطوفين والمتمثل بتحرير اثمن ورقة كانت اسرائيل تساوم عليها، من اجل استعادة الطيار رون اراد والمتمثلة بسمير القنطار، عميد الاسرى اللبنانيين والذي سيعود لبلاده في الصفقة التي من المتوقع ان تتم يوم الاربعاء المقبل حسب ما نشرته الصحف الإسرائيلية نهاية الأسبوع.
لجنة فينوغراد:
وفي اعقاب الضغط السياسي والرأي العام الهائج في اسرائيل بعد نتائج حرب لبنان الثانية، ونتيجة للضغط المتزايد في حينه والمطالب باستقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير الامن عمير بيريتس ورئيس الاركان دان حالوتس، كلفت الحكومة الاسرائيلية لجنة فينوغراد لتقصي حقائق الحرب واستيضاح الاستعدادات واداء المستوى السياسي والعسكري في كل الجوانب.
وتشكلت لجنة فينوغراد في السابع عشر من شهر ايلول عام 2006 بعدما صادقت الحكومة الاسرائيلية على تأليف اللجنة بغالبية عشرين وزيرا ومعارضة اثنين وامتناع واحد. وترأس اللجنة الياهو فينوغراد وهو قاضٍ متقاعد شغل منصب رئيس المحكمة المركزية في تل ابيب.
تقرير اللجنة:
في الثلاثين من شهر ابريل من عام 2007 صدر تقريرا مؤقتا من قبل لجنة فينوغراد وجه انتقادات عنيفة لاولمرت اشارت لتسرعه بشن حرب على لبنان محملا قادة عسكريين مسؤولية هذا الفشل.
وسبق صدور هذا التقرير المؤقت استقالة كل من وزير الامن عمير بيرتس ورئيس الاركان دان حالوتس بينما تمسك اولمرت بمنصب رئيس الحكومة رغم انخفاض شعبيته.
وفي الثلاثين من شهر يناير من العام 2008 صدر التقرير النهائي المؤلف من 500 صفحة والذي برأ اولمرت من الفشل مكتفيا بتحميل المسؤولية الجماعية على مسؤولين في اسرائيل وصناع القرار من القادة السياسيين والعسكريين دون ذكر اي اسماء خشية ان يخوضوا في اجراءات قضائية ضد اللجنة.