زعمت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الأسابيع الماضية شهدت قيام كل من سوريا وإيران وحزب الله، بخطوة جديدة في إطار مخاوفهما من قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد أهداف في إيران، وهي العملية التي قد تتورط فيها دمشق، على أساس العلاقات القوية التي تربط بينها وبين طهران. وأضافت المصادر أن كل من إيران وسوريا بالتعاون مع حزب الله تعاونوا في إقامة شبكة رادار يحتوي على منظومة صواريخ مضادة للطائرات في قمة جبل صنين Jabal Sannine، وان تلك الشبكة ستعمل على رصد أنشطة المقاتلات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، والأسطول الأمريكي في شرق البحر المتوسط. كما أشارت المصادر إلى أنه في الأيام المنقضية، أرسل حزب الله قوة عسكرية خاصة للسيطرة على إحدى قمم الجبل والبالغة 2600 متر، وهو الأمر الذي يجعل من الصعب تحليق مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي في المسافة الواقعة بين دمشق وبيروت. وقالت المصادر أن مسألة السيطرة على قمة جبل صنين Jabal Sannine، كانت تؤرق كل من تل أبيب ودمشق، حيث كانت تسعى كل منهما للسيطرة عليه، لان الجبل يعتبر موقعا مثاليا لوضع شبكة رادار من شانها التحكم فيما يحدث ليس فقط في إسرائيل وسوريا، ولكنها تغطي البحر المتوسط، وشمال إسرائيل، والمناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق. وبعد سيطرة سوريا وإيران وحزب الله على القمة، وقيامهم بوضع شبكة الرادار، ونصب الصواريخ المضادة للطائرات، فإن الأمر يعني تواجدا إيرانيا عسكريا أمام إسرائيل مباشرة. وقالت المصادر أن الحكومة الإسرائيلية فرضت تعتيما كاملا على تلك الخطوة، لأنها في حال الكشف عنها، فإنه لن يكون أمامها سوى الاستجابة للضغوط، والقيام بتدمير تلك الشبكة بأي وسيلة. كما أضافت المصادر أن الأسابيع الأخيرة شهدت قيام حزب الله بالتنسيق مع طهران ودمشق، بتحريك قوات عسكرية خاصة في بعض المناطق اللبنانية، وان دور تلك القوات هو الاستعداد لشن أي عمل عسكري تبادر به إسرائيل. وأضافت أن رد فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود اولمرت، ووزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس الأركان جابي أشكنازي، كان السعي إلى وقف أي نشر في وسائل الإعلام. وأن هذا هو السبب وراء تصريحات باراك الأخيرة والتي أكد خلالها أن الجيش الإسرائيلي يتعقب كل ما يحدث في الجبهة الشمالية وأن العلاقات بين دمشق وحزب الله في ذروتها. وقدرت المصادر أن الواقع الجديد يعني أنه في حال اندلاع أي حرب في الجبهة الشمالية الإسرائيلية في المستقبل، فإن الأمر يعني أن أذرع الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك سلاح المشاة، البحرية، الجو، سوف يكونون في حالة أسوأ بكثير من الوضع السابق، في حين ستكون الميزة الإستراتيجية لحزب الله. وفي المقابل لا يوجد أي دليل على أن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تتجه نحو العمل على وقف هذا التطور الإستراتيجي الذي ينصب في مصلحة إيران وسوريا وحزب الله. وزعمت المصادر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعد الرئيس الأمريكي جورج بوش، ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود اولمرت الذي توجه إلى باريس للمشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط، بأن يطرح موضوع تحركات حزب الله العسكرية في لبنان خلف كواليس القمة مع الرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان. غير أن المصادر تقدر أن اعتماد السياسة الإسرائيلية على مصادر خارجية دائما في حل القضايا العسكرية التي تواجهها، لن يفيد هذه المرة أيضا تماما مثل ملف التهديد الإيراني وملف حماس وسلاح حزب الله. وأضافت أنه في المقابل وصل الرئيس السوري واللبناني إلى باريس، فور نجاحهم في التوصل لإقامة حكومة وحدة وطنية في لبنان، وفي مركزها تقف منظمة حزب الله، والحزب الاشتراكي السوري SSNP. وهكذا نجحت دمشق في استعادة تأثيرها وسيطرتها على لبنان على حد قول المصادر.