* سلاح حزب الله يمثل خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، وعلى إسرائيل أن لا تنتظر الحكومة الجديدة
* حزب الله هو تنظيم ذو نشاطات سرية في الأغلب، وأهدافه ليست أهدافاً عسكرية واضحة
* القلق الاسرائيلي يكمن بالتهديد لحرية الطيران الاسرائيلي في أجواء لبنان، ما يعني أن حلقة الأمان في القنبلة قد انتزعت
دعت صحيفة يديعوت أحرونوت الحكومة والجيش الاسرائيليين، الى تحرك فوري لمواجهة إقدام حزب الله على ما سمّته "تحطيم التوازن" والتزود بمنظومات مضادة للطائرات تشكل تهديداً لسلاح الجو الاسرائيلي، مشيرة الى أن سلاحاً كهذا «يمثل خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، وعلى إسرائيل أن لا تنتظر الحكومة الجديدة».
وكتب مراسل الصحيفة للشؤون العسكرية، أليكس فيشمان، أن المسألة تتعلق "بقنبلة موقوتة حقيقية تستلزم عدم انتظار قائد جديد أو حكومة أخرى، لأنها قد تدفع بالمنطقة الى مواجهة مسلحة خلال فترة زمنية قصيرة"، مشيراً الى أن "المسألة الأكثر إلحاحاً على جدول الاعمال الامني في إسرائيل، ليست كميات الصواريخ أو العودة المكثفة لعناصر الحزب الى جنوب لبنان أو المدينة التي يقيمها تحت الارض، بل هي التهديد لحرية الطيران الاسرائيلي في أجواء لبنان، ما يعني أن حلقة الأمان في القنبلة قد انتزعت، ومن يستطيع إعادتها الى مكانها هم السوريون".
ورأى فيشمان أنه "في الوقت الذي يربت فيه أولمرت علانية كتف السوريين
وناقش فيشمان التصريحات الاخيرة لوزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك، التي شدد فيها على إمكان «كسر التوازن الحساس القائم في لبنان»، من خلال نقل وسائل قتالية متطورة من سوريا الى حزب الله، متسائلاً عن "قصد باراك، وما هي هذه الأسلحة التي يمكنها كسر التوازن؟"، ليجيب بأن ذلك يتمثل في «وصول أسلحة مضادة للطائرات، كما يثار في تقارير لوسائل إعلام أجنبية. لكن الحزب يدرك أن ذلك اجتياز للخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل. ومثل هذه الاسلحة الموجودة لديه تعني المس المباشر والصارخ بالمصالح الاسرائيلية، الامر الذي يطلق عليه باراك وصف تحطيم التوازن الحساس، ويرى أنه يمثّل خطورة حقيقية جدية»، وهو ما أبلغه لنائب الرئيس الأميركي ديك تشيني.
وعن مبررات الخروق التي يقوم بها سلاح الجو الاسرائيلي للأجواء اللبنانية، أشار فيشمان الى أن «متابعة سلوك حزب الله، لا تشبه جمع المعلومات الاستخبارية عن جيش نظامي خاضع لحكومة رسمية، مثل الجيش السوري. ذلك أن حزب الله هو تنظيم ذو نشاطات سرية في الأغلب، وأهدافه ليست أهدافاً عسكرية واضحة، وجمع المعلومات عنه يجب أن يكون مستمراً، سواء من ناحية بناء قوته العسكرية أو من ناحية إعداد بنك للأهداف والمتابعة اليومية لشخصيات بعينها، وجزء أساسي من ذلك يتم من خلال الجو، وإذا نجح حزب الله في إدخال بطاريات صواريخ مضادة للطائرات الى لبنان، خلافاً لصواريخ الكتف الموجودة لديه اليوم، فإن على الجيش والحكومة أن يترددا في المخاطرة عند قرارهما بشأن أية عملية في لبنان، جواً أو براً. في مثل هذا الواقع سيضطر سلاح الجو الى تغيير أساليبه في الطيران، وقدرته على جمع المعلومات ستتضرر. وإذا أبعدت إسرائيل نظرها عن لبنان لشهر، فقد تجد هناك فجأة: فرقة من حرس الثورة الايراني».
وكانت تقارير صحافية إسرائيلية قد تحدثت أخيراً، نقلاً عن محافل الاستخبارات العسكرية، عن سعي حزب الله إلى إيجاد ذرائع لمواصلة المقاومة كمبرر لرفضه نزع سلاحه. ورجحت هذه التقديرات أن يعمل الحزب على تغيير سياسته العسكرية في مواجهة إسرائيل بحيث يركز على مواجهتها من داخل لبنان لا على الجبهة الجنوبية لكي تكون لعملياته شرعية أكبر وسط الشارع اللبناني.