لعلك أختي في الله ، أخي في الله سمعت بقصص أو حوادث تجاوزت وقائعها حد المألوف ، أو ما يشار بالعجائب ، كشاة ولدت وقد ظهر على جانبها الشهادة (( لا إله إلا الله )) أو كدجاجة باضت بيضة وعليها لفظ الجلالة (( الله )) بحروف واضحة ، او ما شابه ذلك . فمنا من يصدق ومنا من لا يصدق لأننا لم نر ذلك رأي العين . ولا ضير في هذا . وقد يرد الخبر بسبب الراوي أو جهالة السند .
لإليك إذا الحادثة التي حكاها من وقعت له شخصيا : قال : حملت ابني الرضيع بين يدي ، ولم يتجاوز من العمر 20 يوما ونفسه تقعقع وكنت آمل ان أرجع من المستشفلا ضاحكا مستبشرا ، وبينما انا جالس بانتظار الطبيب وطفلي بين يدي إذ سمعته يتلفظ بكلمة " الله " بكل وضوح ، ولم يخيل إلي أن رضيعا بهذه السن يقدر على نطق كلمات واضحة ولكني سرعان ما ذهلت عن التفكير في ذلك لما رأيت طفلي وقد لفظ آخر نفسه بعدها ، فسكنت حركاته وسرت بروده جسده إلى أن فاضت روحه .
والتصقت الكلمة " الله " بذاكرتي لا اعرف لها معنى او تأويلا ، وكأمر طبيعي ذهبت إلى قساوسة تلك الكنائس الواحد تلو الآخر لعلهم يعطوني معنى الكلمة التي لفظها طفلي قبيل موته ولم أحصل منهم على رد شاف كلهم قال : لا معنى لهذه الكلمة .
ثم قيض الله لي ، وبعد سبعة عشر عاما أن أحصل على عمل في المملكة العربية السعودية ، وما غن وصلتها حتى وقفت في انتظار ختم جوازي في المطار ، وفجأة وبلا وعي قرعت سمعي هذه الكلمة التي لفظها طفلي قبل سبعة عشر عاما " الله أكبر " فأقشعر جلدي ، وتصلبت يداي كما لو كنت أحمل طفلي بهما . ثم تكررت الكلمة أمام مسنعي ولم أعد احس بما يجري حولي . ثم وجدت نفسي امام موظف الجوازات الذي ختم جواز سفري ، ثم مضيت إلى قاعة العفش فالتقطت متاعي . وخرجت من القاعة وما زالت كلمات الأذان ترن في أذني كما انني أسمع هذه الكلمة على كل لسان .
استقبلي ممثل الشركة التي سأعمل بها ونقلني إلى مقر عملي . والتقيت في السكن الذي نزلت فيه بآخرين من بني قومي وديني . ثم لم ألبث ان سمعت نفس الكلمات التي سمعتها إثر وصولي للمطار . فسالتهم ، وقد اعتراني نفس الشعور الذي اعتراني من قبل : ماهذا النداء الذي اسمع ؟ فقالوا : هذا نداء نسمعه خمس مرات في اليوم وتتوقف الأعمال إثره في هذا البلد ولا ندري ما عساه يكون .
وبعد أن أخذت قسطي من الراحة وبعد يومين سألت أحد العاملين عن معننى كلمة " الله " فرد علي " هل انت مسلم ؟ " وأجبت بالنفي . فقال : غذا لا داعي بأن تشغل نفسك بهذا . ولما أصررت على معرفة معنى الكلمة ذكرني أن ثمة مسلما فليبينيا مثلي قد أسلم وقال اساله . ولما التقيت بهذا الأخير بين لي أن لفظ الجلاة هو اسم الإله الذي خلق الكون وأنه الواحد الاحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ، وأنه هو الذي يستحق العبادة ، فوقعت هذه الكلمة في قلبي موقع الماء في حلق الظمآن .
لقد مكثت سبعة عشر عاما والكلمة " الله " لا تفارق ذاكرتي حتى عرفت اليوم معناها . وأعلمت صاحبي برغبتي في اعتناق الإسلام . فانطلق بي إلى المكتب التعاوني الدعوي للدعوة والإرشاد في منطقة البطحاء ، حيث استقبلنا منسق النشاط الدعوي الأخ محمد الخلاقي بوجه طلق ، وكأن خبرته الطويلة في هذا المجال اعطته فراسة ادرلك بها أني إنما أتيت لأشهر اسلامي ولم أكن بحاجة إلى المزيد من قناعة فقد أعطاني هذه القناعة طفلي الراحل قبل سبعة عشر عاما .
الحمد لله الذي أنقذ عبدا من عباده من النار
المصدر / مجلة الدعوة