سأرحل يوما رفاق الدروب ..
يقولون إني غدا راحل .. !
سأحمل وجدي ..
أخبئ تحت الجفون دموعي ..
على كل كفٍّ سأنقش حُبّي …
سأرسم ذكرى لقاءاتنا ..
هنا .. مع شروق الشروق التقينا ..
هنا .. كنت أعزف شوقي ولحني ..
هناك … هنا ..
وفوق المقاعد ..
وفوق الورود .. وفوق السنا ..
وفي كل شبر زرعت حنيني ..
نثرت الأماني على كل درب ..
وفوق الضلوع نقشت الهنا ..
* * *
يقولون إنِّي غدا راحلُ .. !
سأرحل عنكم كِرامي .. وصحبي ..
سأترك يوما مغاني الهوى ..
سأرحل عنها .. دروب الهيام ..
عن الأمس .. يوم التقينا ..
سيحرق في القلب منّي النوى ..
سأرحل يوما .. ، وفي خاطري ..
تعمق جرح .. يحطم نفسي ..
يمزق منّي شرايين عهدي ..
يطوق روحي نداء غريب ..
ويملأ وجدي شعاع الوداع ..
يقولون إنّي سأرحل عنكم .. !
ولم يعلموا ..
بأن الرحيل هو القرب منكم ..
وفي عمق نفسي لقاء جديد ..
وحبّ مع الصبح أنّى وقفتم ..
ويرسم في النفس عهدا وليدْ ..
وأنّى خطوتم .. وأنّى جلستم .. وأنّى رحلتم ..
سيشرق رغم الرحيل الأصيلْ
فتلك الحياة .. لقاء وقرب ..،
وعيش هنيء .. وظل ظليل ..
وتلك الحياة .. فراق .. وبعدٌ ..
وأيام حزن .. ووجد وسهد .. ،
وليل طويل ..
ورغم الرحيل .. سأبقى لديكم …
صديقا صدوقا .. وخلاّ وفيا ..
ونجما مضيئا .. سأبقى لديكم ..
هنا .. ، أو هناك ..
سأنقش ذكرى لقاءاتنا ..
وفوق الدفاتر .. فوق المقاعد ..
في كل ركن يضم رفاتي …
سأترك يوما لكم ذكرياتي ..
على باقة من ورود الفؤاد
على ريشة من جناح النسيم ...
على هدب عينٍ .. تضم رؤاكم ..
فأحلم أني سأرحل عنكم … ،
وأطمح أنّا غدا نلتقي .
* * *